أعربت وزيرة السياحة التونسية آمال كربول عن أملها في استقطاب تونس سبعة ملايين سائح هذا الموسم. وقالت إن تونس ستبدأ في تطبيق إستراتيجية جديدة تهدف إلى إنجاح الموسم السياحي في تونس لسنة 2014 متمثلة في تحسين جودة التدريب في القطاع وتلميع صورة تونس في الخارج وتنويع المنتوج السياحي التونسي والتوجه نحو الاستثمار السياحي بالجهات الداخلية.
هذا وقد استقطبت تونس خلال سنة 2013 نحو 3 ملايين و240 ألف سائح مغاربي مقابل 2 ملايين و348 ألف سائح سنة 2012 أي بزيادة قدرت نسبتها نحو 14% مقارنة بـ 10% مع سنة 2010 التي تعتبر سنة مرجعية بالنسبة للسياحة التونسية.
وفي المقابل سجلت السوق الفرنسية التي تعد أول سوق لتونس انخفاضا ب 22 ٪ مقارنة بسنة 2013 حيث توافد على تونس العام الماضي 768 ألف سائح فقط.
وقد أنقذ السياح المغاربة وبخاصة الليبيون الموسم السياحي لسنة 2013 فقد توافد على تونس نحو 2 مليون و237 ألف سائح ليبي خلال كامل سنة 2013 بزيادة قدرت بـ٪18 مع 2012 وزيادة بـ 22 ٪ مقارنة بسنة 2010 بينما توافد 955 ألف سائح جزائري بزيادة بنسبة 6 ٪ عن 2012 وتراجع بنسبة 9 بالمائة مقارنة بالسنة المرجعية في حين بلغ عدد السياح القادمين من المغرب الأقصى فقد بلغ عددهم 31 ألفا و 936 سائح بزيادة بنسبة 9 بالمائة في حين بلغ عدد الوافدين من موريتانيا أكثر من 17 سائح للدراسة والاستشفاء أساسا.
ولقد ساهم تطور عدد السياح الليبيين لا فقط خلال السنة الماضية بل وكل السنوات التي تلت الثورة في إدخال حركية كبيرة على الأسواق التونسية, وهو ما ساهم بدوره في ارتفاع عائدات بعض القطاعات على غرار الصناعات الغذائية حيث وجدت بعض المصانع صعوبة في توفير حاجيات السوق من بعض المواد الاستهلاكية التي تنتهي بسرعة بعضها يوزع في المسالك العادية وبعضها الأخر يتوجه إلى الحدود الليبية أو الجزائرية وهذه مسالة أخرى.
ولئن ادخل السياح الليبيون بعد الثورة حركية كبيرة على السياحة التونسية إلا أن اغلب النزل لم تستفد من هذا التوافد باعتبار أن قدومهم خلال فترة الثورة وبعدها جاء اضطراريا وفتحت اغلب العائلات التونسية منازلها لاستقطاب اللّيبيين ونشطت بذلك تجارة أخرى هي تجارة كراء الشقق المفروشة التي انتشرت بسرعة كبيرة وأصبحت اغلب العائلات ترتزق منها.
ويرتبط قدوم الليبيين إلى تونس بعدة مصالح لعل أهمها الاستشفاء والتداوي فاغلب المؤسسات الصحية الخاصة إن لم نقل كلها تتعامل يوميا وبإعداد كبيرة مع الوافدين من هذه الدول وحتى اغلب تعاملاتهم تدفع بالعملة الصعبة وأحيانا بالجنيه الليبي في حالة عدم توفر العملات الأخرى, وذلك بفضل القرب الجغرافي وقلة القيود على السفر وقلة التكاليف وتشابه اللغة والعادات.
ورغم توتر الأوضاع الأمنية والسياسية في تونس خلال السنة الماضية, وتواتر غلق معبر رأس جدير في أكثر من مناسبة فان هذه المسالة لم تكن لتمنع عدد السياح القادمين من ليبيا من الارتفاع, وفي المقابل أثرت الأوضاع المضطربة بشكل ملحوظ في تراجع عدد السياح القادمين من الأسواق التقليدية على غرار السوق الأوروبية التي سجلت تراجعا بـ٪2 مقارنة مع سنة 2012 حيث توافد مليونان و 896 ألف سائح سنة 2013 وأساسا السوق الفرنسية التي سجلت تراجعا ب22 ٪ .