حان الوقت كي يستعدّ عُشّاق السّفر ومُدمنو التّرحال لمُفاجأة التّكنولوجيا الهاتفيّة المُقبِلة، فثمّة ثورةٌ جديدة في عالم الإلكترونيّات وعلى رأسها الهواتف الذّكيّة تعدُ بإنجازٍ يُحرّرهم من وزن هاتفهم المحمول أو طوله أو حجمه أو مخاوفهم من ضياعه أثناء تنقّلاتِهم، مُقدّمةً لهُم هاتفًا ورقيًا يُمكن طيّه في محافظهم بسهولة مثلما يطوون عملاتهم النّقديّة أو بطاقة إثبات الشّخصيّة. والفضلُ في هذه البشارة يعود إلى نجاح فريقٍ يضمّ باحثين من جامعة “كوين” في كينجستون بكندا، وباحثين من جامعة “أريزونا” بالولايات المُتّحدة، بالاشتراك مع إحدى شركات الحبر الإلكتروني في تقديم أنحف وأخف هاتف محمول من نوعه في العالم.
الهاتف الورقي.. أنحف وأخف هاتف محمول من نوعه في العالم حتّى الآن،،
جهاز الاتّصال الواعِد هذا، والمُسمّى بـ “الهاتف الورقي PaperPhone“ لا يتجاوز سُمكه بضع ملّيمترات، ويصل حجم شاشته إلى 3.7 بوصات، صُنع من ورقٍ إلكتروني يعمل بآليّة الثّني، الأمر الذي جعل فريقًا من الباحثين يُطلق عليه “الهاتف المرِن“ باعتبار أنّ ميزة الطّي السّهل هي الأبرز والأحدث بين ميزاته الأخرى الشّبيهة بميزات أذكى الهواتف المحمولة، إذ بإمكانه إجراء المُكالمات، وإرسال الرّسائل، والملاحة وتوجيه المُسافرين أو التّائهين، والاتّصال بالإنترنت، وقراءة الكُتُب الإلكترونيّة، وتشغيل الموسيقى، والتحكّم ببرامجه عبر شاشته التي تعمل باللمس والكتابة عليها بواسطة قلمٍ خاص. كما يقوم الجهاز الجديد بمهام مختلفة ويعرض خصائص متنوعة عند طيه أو ثنيه على جانبيه اعتمادّا على تكنولوجيا العرض الإليكتروني المرن E-Ink، الأمر الذي يُمكّنه يمكنه من أخذ شكل الجيب الموضوع فيه بسهولة.
يُمكن التحكّم ببرامجه عبر شاشته التي تعمل باللمس والكتابة عليها بواسطة قلمٍ خاص
وصلت تكلُفة النّسخة الأولى من هذا الجِهاز إلى 7000-10,000 دولار. لكن السعر من شأنه أن ينخفض ليكون في متناول عدد كبير من المستهلكين بمجرد أن يتم البدء بتصنيع الجهاز بكميات كبيرة خلال الأعوام القليلة المُقبِلة، خصوصًا أمام التّوقّعات العلميّة والتكنولوجيّة التي تشير إلى أنّ كل نماذج التّقنية الحديثة على اختلافها ستبدو مثل هذا النموذج التجريبي في غضون خمس سنوات تقريبًا.
ومن المتوقّع أن تشهد أسواق الهواتف الذكيّة، وعلى رأسها تلك التي تعمل تحت نظام “أندرويد” و “آي فون”، هزّةً قويّة مع طرح الهاتف المرن تجاريًا خلال العام المُقبِل، إذ سيتعيّن عليها تحديث التّكنولوجيا التي تعتمد عليها حاليًا قافزةً بها نحو نماذج تلائم هذا الهاتف وتوائم تقنيته.
